المملكة أولت جل الاهتمام بسلامة الإنسان وصحته
شهدت المملكة العربية السعودية نقلات تنموية مستمرة في جميع القطاعات منذ توحيدها حتى هذا العهد الذي يشهد سجلاً حافلاً من الإنجازات على مختلف الأصعدة ومنها؛ القطاع الصحي الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، - حفظهما الله - اهتماماً بالغاً ودعماً لا محدود لكل ما يختص بسلامة الإنسان وصحته، وجل هذه الإنجازات ما كانت لتتحقق إلا من خلال هذا الاهتمام المستمر من القيادة الحكيمة؛ لتطوير الخدمات الصحية والرفع من كفاءتها وسهولة الحصول عليها.
وامتداداً لهذا الاهتمام بصحة المواطن والقطاع الصحي في المملكة، والمساهمة في تحسين وتعزيز جودة خدمات الرعاية الصحية؛ أصدر المجلس الصحي السعودي العديد من القرارات الهامة لتطوير النظام الصحي، والتي كان لها أثر بالغ في تنسيق وتكامل الرعاية الصحية في المملكة، حيث حقق المجلس الكثير من الإنجازات والبرامج الوطنية التي انعكس أثرها على تطوير المنظومة الصحية وتعزيز الوقاية ضد المخاطر الصحية وجودة الحياة، وما حصل خلالها من نقلة نوعية في بما يتوءام مع رؤية الوطن 2030.
ومن أهم قرارات المجلس الصحي السعودي التي أصدرها في هذا الشأن؛ موافقة مجلس الوزراء على السياسة الوطنية للمسح الوطني لاضطراب طيف التوحد، موافقة مجلس الوزراء على ضوابط السماح للممارسين الصحيين الحكوميين بالعمل في القطاع الخاص خارج أوقات الدوام الرسمي ضمن ضوابط محددة، موافقة مجلس الوزراء على شمول بعض فئات الممارسين الصحيين من غير الأطباء وأطباء الأسنان بالتأمين التعاوني الإلزامي ضد الأخطاء المهنية الطبية، والموافقة على توظيف الأطباء المقبولين في برامج الزمالات السعودية على الوظائف الرسمية الشاغرة، إنشاء المركز الوطني لمكافحة الأمراض، والذي صدر قرار مجلس الوزراء لاحقاً بتحويله إلى هيئة الصحة العامة، اعتماد منصة صحة كمنصة موحدة للتقارير الطبية وتبادلها بين القطاعات الصحية والجهات المعنية، التطبيق الإلزامي بخصوص برنامج الزواج الصحي لتجنب الأمراض الوراثية أو المعدية بين الزوجين، وضع تنظيم لتسهيل عملية الاستفادة من خدمات برنامج النقل الطبي الجوي، التزام جميع المستشفيات بعدم رفض حالات الجلطات القلبية أو الاشتباه بها المنقولة بواسطة الهلال الأحمر
السعودي عند توفر الإمكانيات المطلوبة للتعامل مع الجلطات القلبية، اعتماد مشروع الخطة الوطنية لتطوير الجودة وسلامة المرضى.
كما أصدر المجلس الصحي السعودي العديد من القرارات الهامة لتطوير النظام الصحي في المملكة ومنها؛ إلزام القطاعات الصحية الحكومية والخاصة بتطبيق برنامج الفحص المبكر لحديثي الولادة، إصدار قرارات عديدة لتنظيم عمل الشركة الوطنية للشراء الموحد للأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية (نوبكو)، الموافقة على منصة التوزيع المتوازن للخدمات والمرافق الصحية في المملكة للمواءمة مع المشاريع الصحية القائمة، وضع تنظيمات للخدمات العلاجية لمرضى سرطان الدم الحاد، إصدار قرار زراعة القوقعة وتحديد اشتراطاته.
وقد مرّ النظام الصحي في المملكة العربية السعودية بمراحل تاريخية ومسيرة طويلة حافلة؛ بدأت قبل توحيد المملكة في عام 1926 حيث أنشأ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمة الله- إدارة الصحة، ثم في عام 1926-1927 تم افتتاح أول مدرسة للتمريض تابعة لمدرسة الصحة والطوارئ، وفي عام 1928 تم إنشاء مديرية خدمات الصحة والطوارئ، وتأسست وزارة الصحة عام 1951، وفي عام 1980 صدر مرسوم وزاري "مراكز الصحة ، دمج الصيدليات القائمة والمكاتب الصحية ومراكز صحة الأم والطفل (MCH) في وحدة واحدة"، ثم تلا ذلك صياغة سياسات الممارسات الطبية وطب الأسنان في عام 1989، وتم إعلان المملكة العربية السعودية قضائها على شلل الأطفال في 1995، وفي عام 2002 تم تأسيس النظام الصحي السعودي بموجب مرسوم ملكي، وفي عام 2015 تم وضع خطة التحول الوطنية لرؤية 2030.
هذا التطور التاريخي المتلاحق للخدمات الصحية في المملكة نتج عنه؛ إنشاء المركز السعودي لسلامة المرضى، شركة الصحة القابضة، مركز التأمين الصحي الوطني، المعهد الوطني لأبحاث الصحة، هيئة الصحة العامة.
وفي هذا الصدد رفع الأمين العام للمجلس الصحي السعودي الدكتور نهار بن مزكي العازمي أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله - بمناسبة اليوم الوطني الثالث والتسعين للمملكة العربية السعودية.
وقال د. العازمي بهذه المناسبة الغالية: نعتز بماضي الوطن ونفاخر بحاضره؛ وما تحقق من إنجازات وطنية غير مسبوقة أصبح واقعاً ومشاهداً، وتحولات نوعية شاملة في مسيرة متواصلة من العطاء والتقدم والازدهار على مختلف المستويات في ظل قيادة حكيمة وتوجيهات سديدة ووفق رؤية عظيمة؛ تقود الوطن إلى تحقيق الريادة العالمية وتعزيز مكانة المملكة.
وأضاف الدكتور العازمي؛ سخرت القيادة الرشيدة - أيدها الله- كل ما من شأنه أن يعود بالنفع على الوطن والمواطن والمقيم، ومن ذلك ما يحظى به القطاع الصحي في المملكة من توفير الرعاية الصحية للمواطنين والحفاظ على صحتهم وسلامتهم وتلبية احتياجاتهم الصحية في كافة أنحاء المملكة، حيث حققت الخدمات الصحية في المملكة نقلة نوعية في كافة المستويات الوقائية والعلاجية والتشخيصية والتأهيلية، مؤكداً على أن المجلس بتوجيه معالي رئيسة وأعضاءه يسارع اﻟﺨﻄﻰ؛ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ مستهدفات رؤية المملكة 2030، وجعله نظاماً صحياً متكاملاً يقوم على صحة الفرد والمجتمع.