اختتمت مؤخراً في مدينة الرياض ندوة "الحوافز المبنية على الأداء في القطاعات الصحية" التي نظمها المجلس الصحي السعودي بالتعاون مع وزارتي الصحة والتعليم والبنك الدولي وذلك بمشاركة نخبة من ذوي الاختصاص في القطاع الصحي وممثلي الجهات الحكومية من مختلف القطاعات الصحية في المملكة.
وأكد الدكتور عبد الرحمن بن محمد المعمر المدير العام التنفيذي للمدينة الطبية الجامعية بجامعة الملك سعود في كلمته الافتتاحية للندوة على أهمية هذا النوع من الأنظمة الذي سيخدم ويرفع من مستوى الاداء والفعالية في القطاع الصحي.
وعبر الدكتور المعمر عن سروره بأن يكون جزءً من هذه التجربة التي تسهم وتركز على النظام التحفيزي القائم على الأداء، مقدماً شكره للمجلس الصحي السعودي بالتعاون مع وزارتي الصحة والتعليم والبنك الدولي على استضافتهم هذه الندوة التي تعود على الجميع بالفائدة والنفع ونقلها وتطبيقها في منظماتنا ومنشأتنا.
وقد اشتملت الجلسة الأولى على عرض للتجارب الدولية في تطبيق برنامج الحوافز المبنية على الأداء في القطاعات الصحية، والخيارات المطروحة في تطوير برنامج الحوافز المبنية على الأداء وشارك فيها بأوراق عمل فريق من البنك الدولي، وكذلك تم عقد جلسة عمل نقاشية عن الأولويات الاستراتيجية للحوافز المبنية على الأداء.
أما الجلسة الثانية، فكانت عن عرض تجربة وزارة الصحة في أنظمة إدارة الأداء قدمه الدكتور شباب الغامدي مدير عام الإدارة العامة لشراء الخدمة في وزارة الصحة وكذلك عرض تجربة المدينة الطبية الجامعية في أنظمة إدارة الأداء قدمته الدكتورة ندى الحبيب مدير مشروع المؤشرات في المدينة الطبية الجامعية بجامعة الملك سعود، كما قدم المهندس سري البريك مستشار المدير العام التنفيذي بمدينة الملك فهد الطبية مدير إدارة ذكاء الأعمال تجربة مدينة الملك فهد الطبية في أنظمة إدارة الأداء وقدمت الدكتورة تغريد الغيث مدير عام الإدارة العامة لاستراتيجية الرعاية الصحية في المملكة نبذة عن البرنامج الوطني لإدارة الجودة وسلامة المرضى، وفي الختام تم عقد جلسة عمل عن الخيارات المطروحة لتصميم الحوافز المبنية على الأداء.
وقالت الدكتورة تغريد بنت محمد الغيث مدير عام الإدارة العامة للاستراتيجية الصحية في المملكة بالأمانة العامة للمجلس أن الحوافز المبنية على الأداء تستخدم على نحو متزايد في العديد من البلدان لتحسين أداء النظام الصحي، وتعتبر احدى الإجراءات النموذجية أو أدوات الشراء الاستراتيجي الأمثل، والتي تساعد في خلق مزيداً من الوعي عن مهمة الشراء الاستراتيجي وتوافقها السليم مع أهداف النظام الصحي.
وأضافت بأن كثير من الدول تستخدم دفع الأموال لتنفيذ الحوافز المبنية على الأداء لتحسين الجودة والكفاءة وتقليل الإهدار وعلى احتواء النمو في تكاليف الرعاية الصحية، ومن المهم أن يكون للحوافز المبنية على الأداء وجود بيانات موثوقة عن الجودة تجمع بشكل روتيني ومنتظم، ويمكن استخدام مجموعة متنوعة من مصادر البيانات لقياس برامج الحوافز المبنية على الأداء بما في ذلك المطالبات الإدارية والسجلات الطبية، واستطلاعات المرضى.
وفي هذا الصدد أكد الأمين العام للمجلس الصحي السعودي الدكتور يعقوب بن يوسف المزروع على أهمية إجراء دراسة برنامج الحوافز المبنية على الأداء في القطاعات الصحية التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من أجور المستشفيات في العديد من الدول وذلك بالتعاون مع البنك الدولي الذي يمتلك خبرات وتجارب طويلة في شأن الإعداد لهذا المشروع الهام على مستوى المملكة، وبمشاركة من مختلف القطاعات الصحية، وإشراك خبراء ومختصين في المجال الصحي.
وأضاف الدكتور المزروع إنه من المهم النظر في التجارب الدولية لتصميم وتنفيذ الحوافز المبنية على الأداء لتحسين جودة وكفاءة الخدمات مقابل الأموال المدفوعة في مجال الرعاية الصحية في قطاع المستشفيات، والمتعارف عليه في هذا الشأن يتم اللجوء إلى استخدام مجموعة من الأدوات مثل الأجر مقابل الأداء، وتحسين استخدام المعلومات والاتصالات في مجال الصحة وغير ذلك من الأدوات الأخرى عند تخصيص الموارد الصحية.
وبيّن الدكتور المزروع أن الدراسة تتضمن العديد من الأنشطة التي يعمل عليها المجلس وتتمثل في القيام بزيارات ميدانية للقطاعات الصحية ومجموعات تركز وعقد ورش عمل لدراسة الوضع الراهن في هذا الشأن، بهدف الحصول على تصور شامل عن الخيارات العملية في تطوير نظام الحوافز المبنية على الأداء، بالإضافة الى جمع المعلومات وتحديد المفاهيم والمعايير لنظام قياس الأداء بين القطاعات الصحية.
وقال الدكتور المزروع نتطلع لإدخال الحوافز المبنية على الأداء كاستراتيجية لتعزيز جودة وكفاءة الرعاية الصحية في المستشفيات، حيث أن الحوافز المبنية على الأداء أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الشراء الاستراتيجي للخدمات الصحية في العديد من الدول.
وفي ختام تصريحه قدم الدكتور المزروع شكره وتقديره لكافة المشاركين في الندوة من كافة القطاعات الصحية والحضور على أثراء الندوة والخروج بمرئيات وتوصيات هامة تساهم في تطوير برنامج الحوافز المبنية على الأداء في القطاعات الصحية، ودعم كل ما ينهض بالقطاع الصحي في المملكة الذي يحظى باهتمام ورعاية دائمة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-.